السبت، 20 سبتمبر 2008

قسم الفنانه هند صبرى

هند صبرى فنانة جريئة ومثقفة وجميلة لمعت في سماء الفن منذ أن أسندت لها المخرجة إيناس الدغيدى دور البطولة في فيلم " مذكرات مراهقة ", والذى جسدت فيه شخصية الفتاة المراهقة الصغيرة, هذا الدور فجر طاقاتها الفنية لتصبح واحدة من أشهر نجمات السينما المصرية.. هند تعشق التمثيل منذ طفولتها ورغم تحقيق حلمها في التمثيل, لم تتخل يوماً عن حلمها الآخر في الحصول على رسالة الدكتوراه في حقوق الملكية الفكرية بعد حصولها علي الماجستير لكي تجمع بين مرادها في الثقافة والشهرة.. تحدثت في هذا الحوار عن بدايتها وأحلامها وتطرقت في حديثها بجرأة عما يقال عنها من شائعات وأقاويل مثيرة للجدل.. وكان معها هذا الحوار .






كيف بدأ مشوار حياتك الفنية?

منذ طفولتي أحب القراءة, وكنت دائماً أذهب بصحبة والدى إلى المكتبات الكبرى في تونس كي نطلع على الكتب والمجلات, وكان والدي يشجعني على خوض تجربة التمثيل إحساساً منه بأنني موهوبة رغم أنني لم أفكر في الفن على الإطلاق ولم يخطر ببالي احتراف هذا العمل, لكنه لاحظ قدرتي المبهرة على تقليد من حولي بصورة ساخرة وبشكل »كاريكاتيرى«.. وبالفعل رشحت للعمل في فيلم " صمت القصور " للمخرجة مفيدة التلاتلي ولاقى نجاحاً باهراً لم أتوقعه.. بعد ذلك نصحتني زميلاتي بأن أتجه إلى مصر لأنها هوليوود الشرق وشعبها ذواق للفن الجميل, وبعد اقتناعي بما قالوا وضعت الشهرة أمامي حلما أسعى لتحقيقه.وجئت إلى مصر وتم التعارف بيني وبين المخرجة إيناس الدغيدي التي أسندت لي دور البطولة في فيلمها »مذكرات مراهقة« جسدت فيه شخصية الفتاة المراهقة المصرية, ومن هنا بدأت انطلاقتي نحو الشهرة والنجومية.

أحلى الأوقات

رغم صعوبة اللهجة المصرية نراك تتحدثينها بطلاقة.. فكيف أتقنتها?

»تضحك«.. عندما عرض علي دور "يسرية " في فيلم "أحلى الأوقات" كان علي أن أتقن اللهجة المصرية تماما وكان أمرا بالغ الصعوبة وكنت أقع في الكثير من الأخطاء حيث إن اللهجة المصرية بعيدة تماماً عن اللهجة التونسية, ولكن ساعدني على إتقانها تحدثي بشكل دائم وتعاملي مع فريق العمل, كما كان هناك مشهد داخل الفيلم يجمع فتيات من وسط البلد لأداء أحد المشاهد والطريف أنني لجأت إليهن لتدريبي على النطق الصحيح للهجة المصرية, ولا أنكر فضل د. أحمد عبد الهادي أستاذ التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية لمساعدته لي في اتقانها بسرعة, وبسبب تعاملي مع الناس في مصر أصبحت أتحدث بها بطلاقة وأتقنتها تماماً وأتحدى أى إنسان يقول أنني تونسية الآن إذا سمعني في أى حديث.

تتحدثين بثقة?!

لولا هذه الثقة ما أصبحت هند صبري بطلة ونجمة من نجمات السينما المصرية, فالثقة مطلوبة وأرفض تفسيرها بأنها غرور.

لكنك للأسف دائماً تتهمين بذلك?

لن أقول أنني إنسانة انطوائية أو تفضل الابتعاد عن الأضواء للتفرغ لعملها, لكني بالفعل خجولة ما يبعدني كثيراً عن المحيطين بي و ما يفسره البعض للأسف بالغرور.. ولكني لست كذلك على الإطلاق وأصدقائي يعلمون ذلك جيداً.

الآن وبعد الشهرة والنجومية, هل حققت طموحاتك في مصر?

أحلامي كثيرة ولا تنتهي لأنني طموحة لأقصى درجة ممكنة, ولا أستطيع أن أقول إنني حققت كل أحلامي لأن رصيدي من الأفلام حتى الآن لا يرضي غروري الفني, فأنا أسعى لصنع أرشيف يليق بي مثل الفنانين العظماء الذين أثروا السينما المصرية.






تصنفين كنجمة إغراء في مصر, فما تعليقك?

ردى سيكون مفاجأة غير معتادة لديك لأنني أختلف مع كل الفنانات الجدد الذين يقولون إنهم لا يتقبلون هذه الألقاب ويرفضون أدوار الإغراء لأنني سعيدة بمثل هذه التصنيفات والألقاب ولا أشعر بالقلق تجاهها لأنني أقدم الإغراء " الشيك " وليس المبتذل وهو الذى برعت فيه الفنانة القديرة هند رستم ملكة الإغراء في مصر والتي لقبوها ب¯ »مارلين مونرو الشرق« ولا أخفي سراً أن مشاهد الإغراء في فيلم " مذكرات مراهقة " كانت سبباً في ظهوري وشهرتي.

أين هذا الإغراء »الشيك« وأنت دائماً متهمة بتقديم أدوار تعتمد على إثارة الغرائز?

الجمهور يعنيه القصة والأداء أكثر مما يعنيه التوصيفات التي يبتدعها النقاد لتصنيف الممثلين وأفلامهم.. وعموماً لا أقدم أدواراً تثير الغرائز لأننا نعمل في إطار سينما محترمة هادفة وجيدة.

ألم تشعري بالقلق من انحصارك في هذه الادوار التي تثير الجدل حولك?

سواء قدمت مشاهد ساخنة أو مشاهد أخرى عادية فلن يتركوني.. فالجدل والإثارة موجودان في حياة كل فنان, لم أشعر يوماً بالقلق أو الخوف من هذه الأدوار لأني أحبها وأقدمها بشكل يجذب المشاهد. وعندما أجسد دورا معينا مرة لا أكرره, فعلى سبيل المثال دوري في »مذكرات مراهقة« يختلف عن دوري في »أحلى الأوقات« ويتلف عن »ويجا« أو »عايز حقي« مع هاني رمزي.. فكيف تقول انني انحصرت في تلك الادوار?!

الشائعات






هل تهتمين بالشائعات?

الشائعات أمر دائم في حياة كل فنان وهي ضريبة نجاحه, ولو اهتم بها فلن يقدم شيئاً جيداً أو حتى يحقق نجاحاً يرضي طموحه وإن كانت هناك شائعات مضحكة تصيبني بهستيريا من الضحك كشائعات الزواج والطلاق وغيرها رغم أنها ليس لها أساس من الصحة.

هل تشعرين بأن هناك من يحاربك ويطلق عليك الشائعات?

ليس لي أعداء والكل يعلم ذلك.. أحب زملائي بالإضافة إلى أنني أثق في موهبتي وإمكاناتي ولا تهمني الشائعات.

اختفيت فجأة من مصر ورفضت أعمالاً عدة عرضت عليك.. هل لنا أن نعرف السبب?

مجرد ظروف طارئة.. خاصة بي وليس كما أشيع أنه تم طردى من مصر!

إذن بماذا تفسرين تعاقدك على تصوير فيلمي " الحارس " و " أنت عمرى " ثم الاعتذار عنهما بشكل مفاجئ ثم السفر إلى تونس?

بالفعل وقعت عقود الفيلمين رغم أن العملين هائلان وتتمناهما أي ممثلة في مصر, لكنني تحدثت مع مخرجي الفيلمين خالد يوسف وعمرو عرفة بشكل ودي وقلت لهما " انني لو اشتركت في الفيلمين ستضيع علي رسالة الماجستير واستأذنكما في تقطيع العقود وبعد عودتي أنا تحت أمركما في الأعمال المقبلة " والحمد لله تفهما ظروفي بل وشجعاني جدا, وبعد حصولي على رسالة الماجستير عدت إلى مصر واشتركت في بطولة فيلم " ملك وكتابة " والآن أستعد لتحضير رسالة الدكتوراه, قرأت في كثير من الجرائد والمجلات شائعات بأنني ممنوعة من الدخول إلى مصر وتم طردي منها مع أنها أخبار غير صحيحة.

هل صحيح أن نقابة المحامين التونسية رفضت قيدك بها لأنك نجمة إغراء في مصر?

لم يكن السبب أنني أعمل ممثلة في مصر ولكن السبب الحقيقي هو رفضهم أن أجمع بين قيد نقابة المحامين التونسية وقيد نقابة الممثلين لأن هذا غير قانوني.

ما الصلة بين القانون والتمثيل?

ليست هناك صلة بينهما على الصعيد العام, لكن على الصعيد الشخصي فهناك صلة بين حلمين كنت أسعى لتحقيقهما, أولهما أن أصبح متخصصة وحاصلة على الدكتوراه في حقوق الملكية الفكرية والثانية أن أصبح نجمة مشهورة.. وأعتقد أنني نجحت في تحقيق ذلك.

هل تسعين للعمل في مجال المحاماة بعد حصولك على الدكتوراه ?

من قال أنني سأعمل في المحاماة سواء في مصر أو تونس, فهي مجرد استكمال لشيء احبه وأمان للمستقبل فلا أحد يعلم ما الذي يخفيه له القدر والجميع يعلمون أن هناك عظماء وافتهم المنية ولم يجدوا ثمن الكفن!!

بكل صراحة.. هل تطلبين السيناريو أم السيناريو هو الذى يطلبك ?

طالما أن هناك مخرجين يؤمنون بموهبة الفنان فمن الطبيعي أن السيناريو سيذهب إليه.. ولا أطلب من أحد أن يكتب لي سيناريو خصيصا لأنني لا أمتلك رصيدا كافيا من الأفلام يجعلني أقدم على مثل هذه الخطوة لكن تعرض علي أعمال كثيرة وأنتقي منها أفضل الأدوار لكي أحافظ على الشكل الخاص بي.

ما الفرق بين المخرجين من واقع عملك معهم?

لا أفضل أحدا على أحد, وان كان من الطبيعي أن أرتاح مع جنسي من البنات.. فالمخرجة إيناس الدغيدي أدين لها بالفضل في ظهوري على الشاشة لأول مرة في مصر, فالأمر مجرد عملية نفسية.

قيل أنك انفعالية وديكتاتورية في عملك.. لماذا?

لأنني أحاول أن أخرج أفضل ما عندي من طاقات وأحب أن يكون عملي متميزا ولا يستطيع أحد ان يجرؤ على أن يختلق لي اية غلطة.. معظم المخرجين عصبيون للغاية.. فلماذا تقبل العصبية منهم ولا تقبل منا?!

ماذا عن فيلم "التوربيني"?

قصة وسيناريو وحوار محمد حفظي واخراج أحمد مدحت. يقوم ببطولة الفيلم الفنان شريف منير وكان من المفترض أن تكون حنان ترك هي البطلة ولكنها اعتذرت لأسباب خاصة واستقر الأمر على اسناد البطولة لي مع أحمد رزق وجمال إسماعيل وإحسان التركي. والفيلم مأخوذ عن قصة الفيلم الاميركي "رجل المطر" حيث يعالج بصورة جديدة ومختلفة مشكلة الطفل المتوحد الذي يعاني من مرض نفسي يجعله ينعزل عن الناس إلا أنه يمتلك الكثير من المواهب والقدرات الذهنية العالية وهي مشكلة عولجت من قبل في الأفلام الأجنبية ولكنها تعالج للمرة الأولى في السينما المصرية, وتدور لأحداث حول شخصية شاب أناني يأخذ في طريقه كل ما يقابله وكل ما يهمه جمع المال حتي لو كان على حساب أقرب الناس إليه ويتعرض للعديد من المواقف الصعبة التي تغير حياته.

ماذا عن الاتهام الذى وجه إليك من أسرة الفيلم بأنك وراء تأجيل عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي?

لا اعلم سبب الاتهام, فلست طرفا في ذلك على الإطلاق, ومخرج الفيلم أحمد مدحت أكد للجميع أنني ليس لي علاقة بتأجيله, وأنه تم بناء على طلبه بسبب عدم الانتهاء من الموسيقى التصويرية للفيلم, إلا أن بطلي الفيلم شريف منير وأحمد رزق رفضا الاقتناع بهذا الكلام.. ولكنني أؤكد لهما أنني مظلومة وليس لي علاقة بمنعه من الاشتراك في المسابقة.

الحجاب

قيل أنك تفكرين في اعتزال التمثيل عملا بنصيحة الداعية عمرو خالد.. فما حقيقة ذلك?

ربما يرجع ذلك إلى أدائي لدور سيدة محجبة في فيلم »أحلى الأوقات« ونشر بعض الصور لي بالحجاب من مشاهد الفيلم, وهو ما ساهم في ترسيخ اعتقاد الجمهور أنني تحجبت واعتزلت, رغم أنني لم أفكر يوماً في الاعتزال لأن الفن ليس حراماً, أما قرار الحجاب فقد أتخذه في المستقبل ولكن ليس الآن!! فكيف أعلن اعتزالي وأنا في بداية مشواري الفني الذى أسعى من خلاله جاهدة لتحقيق قدر من النجومية, ثانيا أنا مندهشة جدا من هذه الشائعة وفي هذا التوقيت بالذات لدرجة أنني استقبلت رسائل ومكالمات من مصر وخارج مصر يسألونني هل هذا صحيح, ولم أتقابل اصلا مع الداعية عمرو خالد.

ما رأيك في حجاب الفنانات?

الأمر حرية شخصية ولا أحب أن أتدخل فيها حتى لا يتدخل أحد في آرائي وشخصيتي ولكني أستطيع أن أقول أن السينما خسرت عظماء في التمثيل.

لماذا رفضت العمل مع المخرج خالد يوسف في فيلمه "خيانة مشروعة"?

لأنني لم أجد نفسي في الدور الذى عرض علي, لكن المخرج خالد يوسف صديق أعتز به وعملت معه من قبل فهو أستاذي ولا أنكر فضله علي.

ألست معي أن أفلام البطولة الرجالية تسيطر على سينما المرأة?

هذا الكلام غير صحيح, بدليل أفلام »حب البنات« للنجمة ليلى علوي وحنان ترك و»أحلى الأوقات« وأفلام النجمة عبلة كامل التي تكتب لها أدوار خصيصاً حتى فيلم " أنت عمري" لخالد يوسف تجد أن الدور النسائي فيه مكتوب بشكل أفضل من الدور الرجالي.

هل شخصية " ليلى" التي جسدتها في فيلم "لعبة الحب" هي شخصيتك وتعبر عنك?

بالعكس فهناك اختلافات كثيرة, فشخصية ليلى متحررة ولا يهمها الناس بينما هند صبري تحسب ألف حساب لمن حولها, وأريد أن أتطرق إلى القضية الخاصة برؤية الجمهور للفنان في حياته الخاصة والخلط بينها وبين ما يجسده على الشاشة وأوضح أن الفنان يجسد شخصيات دائماً بعيدة عنه إلا في ما ندر, قد تكون شريرة أو طيبة لكنها في نهاية الأمر مجرد شخصية سينمائية غير واقعية.

ماذا كان رد فعلك حينما حاولوا تكفيرك بعد عرض " ويجا"?

التزمت الصمت على ما كتبه " المجهولون " على صوري وملصقات الفيلم, رغم أن البعض اعتبرها مسألة غير مسبوقة تستحق الوقوف عندها لكنني واصلت حضوري الإعلامي المكثف في عدد من الفضائيات وظهرت وقتها في برنامج "البيت بيتك " وعلى فكرة هاني سلامة أيضاً تم تشويه صورته وكتب عليها "كافر" ولم يصدر عنه أي تعليق!!

ليست هناك تعليقات: